" فلكلور السقل بقصور تمتيك
تقديم :
يقع وادي درعة في المنطقة الشبه الصحراوية أو ما يسمى بالجنوب الأوسط ويتكون من ست واحات، والواحة التي تهمنا منه هي واحة فزواطة بدرعة الوسطى، وضمنها تقع قصور تمتيك على الضفة اليسرى لودي درعة، تبعد عن مدينة زاكورة بعشرة كلم من جهة الغرب وتتكون من خمسة قصور هي: قصر تيمتيك الحدب والقصبة الوسطانية وقصبة أيت بولخلاط وأيت بلوليد وأيت مولاي الكبير.
اشتق اسم تيمتيك حسب الرواية الشفوية من كلمة "تيمتيوين" أو تيتومتين (أي ركام الحصى الذي يجمعه الشخص أمامه وهو يحاور أو يتسامر مع الأخرين) اطلق على القرية قديمة تقع في الموضع الحالى لتيمتيك الحدب ويجهل كل شيء سواء عن نشأتها أو عن ظروف تخربها على على عهد يعقوب المنصور، بنيت القرية شرق قصر تيمتيك الحدب كانت تستعمل لانطلاق الجيوش نحو السودان، وهي ما يعرف بدار المجاهدين، لم يبق منها حاليا سوى بقايا أسوار تحيط بمساحة أحد عشر هكتارا ومقبرة تمتد على حوالي اربعة هكتارات ونصف. وقد تحدث البكري عن مدينة تمتيك بقوله: " إن مدينة درعة يقال لها تدسى وهي آهلة عامرة والنهر بقبلتها وقربها مدينة تمتيك وبجانبها قصبة أشراف سجلماسة... ".
تزخر هذه البلدة بمكونات غنائية أهمها "السقل" أو ما يسمى بـ: "دقة السيف" والتي تعتبر من المورث الثقافي للساكنة. فما هي دقة السيف جذورها وأشعارها؟ وما هي رمزيتها ودلالتها؟ وما هي أهم الآلات المستعملة؟
يعد الشعل إحدى أهم المكونات الغنائية للثقافة الدرعية تمارس هذه الثقافة من طرف المجموعات البشرية التي استوطنت وادي درعة منذ أقدم العصور وتتمثل في السكان الأصليين الذين يشكلون إلى اليوم همة من ساكنة المنطقة فتذكر المصادر اليهودية باعتبارها أقدم
ويختص رجلان بالقرع على ما يسمى "بالطارة" في حين يختص إثنان آخران بالعزف على الناي، ويوجد على رأس الفرقة الشيخ أو الذي يسير المجموعة ويختص شخصان كذلك بالقرع على إيقاع الطعريجة بالإضافة إلى الضرب بالأيدي وتتخلله رقصات السيف. كل هذه العناصر تتشكل وتتكامل لتعطى أصواتا في شكل منسجم، وسميت بدقة السيف لأن من العادة أن يرقص رجلان يحملان السيوف في الوسط أو أكثر.
يفترق عناصر الفرقة إلى صفين في شكل متوازي ويبدؤون بالقرع على الدفوف أمام صوت الناي الممزوج بباقي الأصوات مما يعطيه أو يكسبه نغمة فريدة من نوعها، وفي ما يلي أبيات يرددها الجميع:
صلى الله على المصطفى
|
*
|
صلى عليه دايما
|
سيدنا محمد يشفع فينـــــا
|
*
|
يـــــــــــوم الميعـاد
|
يـــــــــا سيد الطالب انت
|
*
|
اقريت وأنــا غنيت
|
والحــــــرف اللي اقريت
|
*
|
نعطيك اجوابـــــوا
|
يا سيد الطالب انت ساقيتك عامرة
|
*
|
وأنا سيدي وادي حامل بشعابو
|
يعتمد المنهج الأنظربولوجي على دراسة الظاهرة الإنسانية، وتعد إتنولوجيا الموسيقى نموذجا لدراسة أنماط التعبير بالصوت والحركة، فالموسيقى التي تعتمد في السقل تنقل عبر الأجيال من جيل لآخر وتحملها الذاكرة الجماعية بحيث لا تستند إلى نص مكتوب، والحركة تكون متناقلة بين أفراد المجتمع تعتمد على المشاركة والتعلم. ويتم تناقل هذه القصائد الشعرية بشكل متوازن عن طريق المشافهة والرؤية التلقائية ولا تنسب لشخص ما.
يتميز فلكلور السقل بأنه يعبر عن روح التعاون بين الجماعة فكل واحد يعمل بجهد لتكوين صوت واحد تتخله عدة اصوات، وكلهم أفراد القبيلة يجتمعون في الأعراس والمناسبات وهذا دليل على الوحدة شأنها شأن الحرب التي يجتمعون ويتحدون خلالها في صف واحد كأنه بنيان مرصوص
الآلات المستعملة:
"الدف" : وهو أداة مصنوعة من العود ويتم تغليفها بالجلد
العواد :
"الطارة" : أداة على شكل مستدير تغلف كذلك بالجلد.
"الطعريجة" :أداة مصنوعة من الطين تغلف كذلك بالجلد.
"السيوف" : وغالبا ما تكون أربعة يرقص بها المشاركون.
خاتمة:
نلخص إلى أننى اعتمدت منهجا أنطروبولوجيا لدراسة الثقافة الشعبية لقصور تمتيك بدرعة الوسطى. وذلك بدراسة فلكلور دقة السيف وما تعبر عنه من طقوس تلازم الحياة والتي يتم تجسيدها من خلال رقصات الفلكلور الذي يتجلى في "السقل" وما يصاحب هذه الفنون من تعبير عن التكامل المثالي وتكون المحبة، وذلك من خلال الإتحاد في صف واحد ضد كل معضلة.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
المراجع المعتمدة :
ü الملاحظة بالمشاركة
ü المتقى على "مكونات البنائية للنص الغنائي الشعبي بدرعة " منشورات كلية الآدب أكادير ص، 245.
ü المصدياني "الثقافة الشعبية بدرعة" ص، 253
ü عبد الكبير باهنى "التراتيب الاجتماعية والملكية بوادي درعة مثال واحة فزواطة" ص، 285.
ü أبو عبد الله البكري "المغرب في ذكر أخبار إفريقية والمغرب" طبعة باريس ص، 155.
من إنجاز الطالب: EL KALMOUNI