مناطق و مظاهر من طاطا (فم زكيد)
عبد الرحيم دونخار، فم زكيد
التقسيم الاستعماري لجهات المغرب جعلها صنفين اما الصنف الأول فقد لقبها بالمغرب النافع و الصنف الأخر و هي غالبا المناطق الجنوبية فقد عدها المغرب غير النافع . وهو تقسيم لايزال العمل به بل وطد اذ لا يمكن بين عشية و ضحاها تغيير دراسات قامت على الموضوعية.
طاطا تلك المدينة الجنوبية التي لا ريب انها تدخل ضمن الصنف الثاني " المغرب الغير النافع " فهي مدينة ادارية بامتياز ، و هو ما جعلها تعاني من جراح التقسيم السابق لتعيش درجة من درجات الفقر و السير على خطى النمو البطيء . و يزيد من تكريس هذا الألم اللامبالاة الحقيقية بهذا الإقليم الا فيما كان من اهتمام هامشي في الآونة الأخيرة من قبيل ترميم بعض الطرق الرئيسية و نخص بالذكر الطريق الرابطة بين طاطا و أقا و بعض الترقيعات التي تشهدها حاليا الطريق الرابطة بين طاطا و فم زكيد.
و لكن الاهتمام الحقيقي و الذي ينتظره ساكنة الإقليم بفارغ الصبر هو خلق المشاريع البسيطة التي ستخفف من الام الشباب المتسكع بعربات الإنعاش الوطني مقابل اجر لا يتعدى 500 درهم و بعض الدراهم في اجل 15 يوما ، هذا الأجر الزهيد لا يستطيع بحال من الأحوال سد رمق الأسرة الطاطاوية الكبيرة . و هذا على ما أظن عمل من اعمال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
هي المدينة الإدارية المحضة ، بمعنى ان المواطن الضعيف سيستفيد من ايالة :" تقريب الإدارة من المواطن " و هو ما يقره الدستور صراحة في الباب 12 الخاص بالحكامة الجيدة بقوله :" يتم تنظيم المرافق العمومية على اساس المساواة بين المواطنات و المواطنين في الولوج اليها ...و الاستمرارية في أداء الخدمات ..." الواقع لا ينكر هذا بأي وجه الا أنه عوض تقريب الإدارة من المواطن بعض الأحيان تحس ان الإدارة من تبتعد عنك بمعنى اخر :" تقريب الإدارة من المواطن وابعاد المواطن عن الإدارة " فعلى ما يبدو أن خير مثال على ذلك عدد ادراج مقر العمالة ممثل السلطة المركزية المرفق الأول الذي يجب ان يجده المواطن اقرب اليه ولكن 365 درجة { عدد ادراج العمالة } حسب احدى الدراسات الحديثة تجعل من الصعب على المواطن الوصول اليها لأنها اصعب من سباق 1000 متر.
ولكن يبقى السؤال المطروح ما هي التحديات التي ستواجهها المدينة علما اننا على وشك الانخراط في مشروع الجهوية بنموذجها المغربي كما ذلك اكدت الخطابات الرسمية وتوصيات اللجنة الاستشارية للجهوية الموسعة التي تسطر على أهمية التضامن بين الجهات كافية لتجاوز النقص الحاد بين الجهات . ولكن هل سنتخلص بهذا المشروع من التقسيم الاستعماري للمغرب النافع و الغير النافع؟