الشعر العامي الهلالي
مومن العرابي، حمادي محمد I - تقـديــم: التراث نتاج من نتاجات الآباء و الأجداد، يصورون فيه حياتهم، و مشاغلهم، و قضاياهم، و آمالهم و آلامهم، فهو إذن بمثابة العتبة الأولى لفهم الحاضر، و استشراف المستقبل، من خلال الاعتبار به. و ما دام كذلك فإنه لا محيد من جمع هذا التراث، و الاهتمام به، و بالتالي سبر اغواره، حتى يتجلى في أحسن صوره و أبهاها، و يكون بذلك قد نجا من براثن الاندثار و الضياع. فكثيرا ما كان موضوع التراث و البحث فيه يراود أذهاننا، و نحن قابعون في أحضان البادية، ننظر إلى ثناياه عن كثب، و نشيع في كثير من الأحيان بعضا من ميادينه إلى مأواها الأخير، دون أن تتحرك في أنفسنا نزعة عاطفية أو اهتمام ذهني جدي بهذا الخصوص، و كأننا نقف وقفة المتحسر، و لسان حالنا يردد الأبيات الشعرية للشاعر المصري "محمود غنيم" إذ يقول: